طبول الحرب تقرع على أبواب صنعاء (تقرير خاص)
الموضوع: ملفات وتقارير
اقتربت الحرب المؤجلة من العاصمة اليمنية صنعاء التي تشهد استعدادات عسكرية مكثفة من قبل مختلف الاطراف. وعلى وقع طبول الحرب يتجه الجميع نحو معركة صنعاء التي يبدو انها باتت حتمية رغم كلفتها الباهظة على مختلف الاصعدة.  المركز اليمني للاعلاموعقب فشل المفاوضات احادية الجانب التي تقودها الامم المتحدة عبر مبعوثها الى اليمن مع ممثلين لجماعة الحوثي وصالح في العاصمة العمانية مسقط، تشير كافة الدلائل على الارض الى ان الوضع في اليمن يتجه نحو الحسم العسكري في العاصمة صنعاء، خاصة في ظل التصعيد المستمر لجماعة الحوثي التي تبدو غير مكترثة بكلفة الحرب في العاصمة، على المستوى الانساني والاقتصادي والسياسي.
ولعل ابرز ما عجل باقتراب المعركة من صنعاء اطلاق جماعة الحوثي وقوات صالح خلال الايام الماضية صاروخ باليستي باتجاه الجنوب السعودي وآخر نحو معسكر لقوات التحالف في مأرب خلف عشرات القتلى من الامارات والسعودية والبحرين واليمن، الامر الذي اعاد الغارات الجوية الى العاصمة بصورة مكثفة وغير مسبوقة، بعد ان كانت العاصمة شدت هدوءا نسبيا وتراجعا ملحوظا في عدد الغارات الجوية.
بالتزامن وصلت تباعا خلال الايام القليلة المنصرمة حشود عسكرية كبيرة مسنودة باليات حديثة ومتطورة الى محافظة مأرب شرق صنعاء، قادمة من المملكة العربية السعودية تحضيرا لمعركة العاصمة، وبات مطار صافر العسكري في المحافظة جاهزا للاستخدام وحطت فيه خلال الايام المنصرمة عدد من طائرات الاباتشي.

على الطرف الاخر تستمر جماعة الحوثي بتشديد الاجراءات الامنية والعسكرية في العاصمة وضواحيها، بعد ان عززت من دفاعاتها في الجبال المطلة على صنعاء، فضلا عن زرع الالغام في المداخل الشمالية تحسبا لدخول "جيش الشرعية".
وخلال الايام القليلة المنصرمة شهدت العاصمة حالات نزوح للسكان وتحديدا من المنطقة الجنوبية من صنعاء التي تعرضت لقصف جوي عنيف ومكثف عقب اطلاق صاروخ اسكود من ذات المنطقة التي يقع فيها دار الرئاسة ومنطقة النهدين.
وخلقت التناولات الاعلامية وأحاديث السياسيين والمختصين عن اقتراب ساعة الصفر لتحرير صنعاء، حالة هلع وخوف في صفوف المدنيين، خاصة في ظل الاجراءات الامنية المشددة من قبل مسلحي الحوثي الذين يشنون عملية مداهمات واختطافات واسعة طالت اكاديميين وناشطين وسياسيين.
كل تلك التداعيات عملت على زيادة عدد الاسر النازحة من العاصمة باتجاه مناطق ريفية بعيدة عن خط المواجهات العسكرية. وبدت تصريحات وزير الخارجية اليمني رياض ياسين التي ادلى بها الخميس من العاصمة المصرية القاهرة اكثر تأكيدا على اقتراب المعركة وهو يتحدث عن المؤشرات ات الفعلية والملموسة عن قرب معركة تحرير صنعاء، وهو ما تزامن مع تصريحات مماثلة لرئيس هيئة الاركان العامة في الجيش الموالي للشرعي العميد المقدشي الذي قال ان معركة تحرير صنعاء من اولويات قوات الشرعية.
وبدت التعزيزات العسكرية الكبيرة التي وصلت مأرب اكثر عدة وعتاد مما تحتاجه جبهة القتال هناك ما يعني انها عدت لمعركة صنعاء.
وعلى الرغم من استمرار المعارك في اكثر من محافظة يمنية في الوسط والشمال دون حسم كامل من قبل المقاومة الشعبية والجيش الموالي لهادي، إلا ان التوجه نحو معركة صنعاء بدا بالنسبة للحكومة اليمنية في الرياض اقصر الطرق لإنهاء التمرد الحوثي في البلد، وهي تعتقد ان نقل المعركة الى العاصمة صنعاء سيخفف الضغط على الجبهات المفتوحة في اكثر من محافظة يمنية وتحديدا تعز واب ومأرب والبيضاء والحديدة.
غير ان التحذيرات تتعالى من الكلفة الكبيرة لمعركة صنعاء المكتظة بأكثر من 3 ملايين نسمة، وحجم الدمار الذي ستخلفه الحرب في البنى التحتية والاقتصاد الكلي للبلد، ويبدو واضحا ان لا احد يستمع لتلك التحذيرات او يكترث لها. وما هو مؤكد ان معركة تحرير صنعاء باتت وشيكة وان بعض العوامل والحسابات السياسية والعسكرية هي من تؤجل اعلان ساعة الصفر. ولعل من ابرز عوامل تأخير معركة صنعاء هو تعزيز انتشار قوات الشرعية ودعمها بالعتاد الكافي والمتطور وكذا تفكيك المحيط القبلي حول صنعاء، واستمالة زعماء العشائر هناك لتامين الطريق الى صنعاء.
كما ان المفاوضات التي كانت جارية في مسقط احد اسباب تأخير معركة الحسم في صنعاء، اذ ان الحكومة اليمنية وكذا قوات التحالف تفضل التزام الحوثيين بقرارات مجلس الامن وانسحابهم من صنعاء وتسليمها دون قتال،على ان يتم انتزاعها من بين ايديهم بخوض حرب مدمرة قد تضاعف من التحديات المستقبلية للبلاد، وترهق دول التحالف اقتصاديا وبشريا.

المركز اليمني للاعلام - خاص
الأحد 06 سبتمبر-أيلول 2015
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.info/news_details.php?sid=9210