جهود أممية وتنازلات لتفادي معركة صنعاء وتصعيد سعودي غير مسبوق
الموضوع: ملفات وتقارير

ترافقت التطورات العسكرية المتصاعدة في اليمن مع تطورات سياسية مسرحها مسقط حيث يشرف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد على مفاوضات بين وفد يمثل المؤتمر الشعبي العام (حزب علي عبدالله صالح) والحوثيين (أنصار الله) من جهة ووفد آخر يمثل الحكومة اليمنية الشرعية.
وكشف مصدر سياسي لـ"العرب" أن وفد المؤتمر الشعبي العام والحوثيين وافق على التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2216 ولكن مع تحفظين، يتعلّق الأول ببعض العبارات الواردة في نص القرار والتي يعتبر المؤتمر الشعبي والحوثيون أنّها "تمس السيادة اليمنية"، خصوصا في منطقة الحدود السعوديةـ اليمنية.

ويرتبط التحفظ الثاني بالعقوبات التي يفرضها القرار، الصادر بموجب الفصل السابع، على شخصيات يمنية من بينها علي عبدالله صالح ونجله أحمد وكبار القيادات الحوثية، مثل عبدالملك الحوثي وعدد من المحيطين به.

وقال هذا المصدر إن المؤتمر الشعبي العام وجماعة أنصار الله يسعيان إلى كسب الوقت. وأشار إلى أنّهما وافقا، في سياق المساعي التي يبذلها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لتفادي معركة صنعاء، على عودة الحكومة التي يرأسها خالد بحاح إلى العاصمة وذلك لفترة لا تتجاوز مدتها ستين يوما. لكنّ الجانبين أكّدا رفضهما أيّ عودة للرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي. كذلك اشترط المؤتمر الشعبي وأنصار الله على أن يلي مدة الستين يوما، التي يمضيها بحاح وأفراد حكومته في صنعاء، تشكيل حكومة "وحدة وطنية".

وأوضح المصدر ذاته أنّ المملكة العربية السعودية ترفض هذا الموقف الجديد للمؤتمر الشعبي العام وأنصار الله، وتعتبر التنازلات التي قدّمت إلى ممثل الأمين العام للإمم المتحدة غير كافية. وتصرّ المملكة على إعلان علي عبدالله صالح وأنصار الله قبول قرار مجلس الأمن بحذافيره بشكل علني ومن دون أي تحفظ من أي نوع.

وكشف المصدر أيضا أن الأمم المتحدة تشرف في مسقط على مفاوضات جانبية بين ضباط سعوديين وأنصار الله وذلك بحضور ضباط عمانيين وممثلين للإدارة الأميركية وللحكومة البريطانية. وشدّد على أن هذه المفاوضات الجانبية لم تحقّق تقدما يذكر حتّى الآن، مشيرا إلى أن السعودية لا تعيرها أهمية كبرى باستثناء جس نبض الحوثيين ومحاولة معرفة ما يريدونه. ولذلك، فإن مستوى التمثيل السعودي في هذه المفاوضات ما زال متدنيا.

وسيستمر التدخل العسكري للتحالف العربي في اليمن ضد المتمردين حتى النهاية بسبب ما يعتبره "تهديدا" إيرانيا وذلك رغم المخاطر والخسائر في الأرواح، بحسب عدد من الخبراء.

وقال فرانسوا هيسبورغ، من مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في باريس "في ما يتعلق بالسعوديين، أعتقد أنهم ذاهبون إلى الاندفاع، وبين التصعيد والتهدئة، اختاروا التصعيد وهذا ما يفسر عمليات القصف المكثف في الوقت الراهن".

وشدد مصطفى العاني خبير الشؤون الأمنية في مركز الخليج للأبحاث، ومقره جنيف على أن "النصر قريب جدا الآن"، مشيرا إلى أن التحالف يعتبر أن المشكلة في اليمن هي إيران أكثر من المتمردين.

المركز اليمني للإعلام-صنعاء
الإثنين 07 سبتمبر-أيلول 2015
أتى هذا الخبر من المركز اليمني للإعلام:
http://yemen-media.info
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
http://yemen-media.info/news_details.php?sid=9232