صادق ناشر
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed كتابات
RSS Feed
صادق ناشر
مراوغات صالح

بحث

  
عودة الشرعية إلى عدن
بقلم/ صادق ناشر
نشر منذ: 8 سنوات و 8 أشهر و 16 يوماً
الأحد 02 أغسطس-آب 2015 07:05 م


بالأمس عاد نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح إلى عدن بعد أقل من أسبوعين على تحرير المدينة من المتمردين الذين عاثوا فيها فساداً إذ أزهقوا خلال بقائهم فيها آلاف الأرواح ودمروا ممتلكات الدولة والمواطنين قبل أن تجبرهم المقاومة الشعبية المدعومة بطيران التحالف العربي على الخروج منها بالقوة وبدء إعادة الحياة لمدينة كانت وستظل رئة اليمنيين التي يتنفسون بها ونقطة صلتهم بالعالم.
عودة بحاح تأكيد جديد على تصميم أهل عدن على استعادة الحياة التي أصابتها ميليشيات الحوثيين وصالح في مقتل، حيث دفعت المدينة ثمناً باهظاً لمشروع سياسي باطل وفاشل تصدر له الحوثيون وعمل على تجسيده على الأرض بالدعم السياسي والعسكري الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأعوانه، الذين لم يقرؤوا حقيقة التغيرات التي شهدها اليمن في السنوات الأخيرة ورفضه للمشاريع التدميرية التي اعتاد صالح عليها خلال سنوات حكمه، خاصة تلك التي أعقبت حرب العام 1994.
تشكل عودة بحاح إلى عدن فرصة لإعادة إعمار المدينة، حيث إن النجاح في ذلك سيعكس نفسه على الأوضاع في كل اليمن وستتداعى الأحداث بشكل متواصل حتى عودة الشرعية بأكملها إلى عدن ومن ثم إلى صنعاء بما فيها الرئيس عبدربه منصور هادي.
أمام بحاح فرصة إعادة تغيير قواعد اللعبة السياسية خلال الفترة القليلة المقبلة، فاليمن لا يزال منقسماً والحكمة تتطلب نظرة متزنة للأمور في البلاد، بما في ذلك إطلاق مبادرة لمصالحة شاملة تعين الناس على نسيان ما حصل والالتفات إلى المستقبل، وألا يزيد أي طرف من آلام الجروح المفتوحة في كل مدينة وفي كل بيت، لأن الأجواء في البلاد مهيأة لانقسامات سياسية ومذهبية عميقة، خاصة أن الحوثيين وأنصار صالح لم يتركوا مجالاً لأي نوع من المصالحة السياسية بعد أن ذهبوا بجنودهم وميليشياتهم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب لخوض حرب ليست في مكانها ولا زمانها.
ستعطي زيارة بحاح إلى عدن مع ستة من أعضاء حكومته دفعة قوية لإعادة العملية السياسية إلى مسارها، وستمنح اليمنيين فرصة استعادة الأمل في حل شامل لأوضاع البلاد في ظل وجود الشرعية على الأرض وليس في أماكن خارج البلاد، ذلك يقوي المعارضة لا يضعفها ويفسح مجالاً لعودة الأمور إلى طبيعتها.
وعلى الحوثيين وصالح أن يدركوا أنه مهما أقدموا على خطوات سياسية وعسكرية غير مدروسة إنما يضعون أنفسهم من جديد أمام لعنة التاريخ، فاليمن لم يعرف إلا متسامحاً عبر العصور، إذ رغم الجراح التي سببها صالح في حروبه في الشمال والجنوب، كانت أمامه فرصة، لو أراد استغلالها، لعادت الأمور إلى نصابها، لكنه الغرور الذي قتل صاحبه وقتل معه اليمن بأكمله.

عن الخليج

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى كتابات
كتابات
د. أحمد قائد الصايدي
الخيارات الاستراتيجية
د. أحمد قائد الصايدي
فاروق مقبل
"هذه تعز التي أعرفها "
فاروق مقبل
صحيفة البيان
اليمن: اتجاهات وملامح
صحيفة البيان
بشرى المقطرى
ما بعد تحرير عدن.. تحديات هادي في الجنوب
بشرى المقطرى
عادل عبدالمغني
ريف مكتظ بالنازحين والعاطلين عن العمل
عادل عبدالمغني
خالد الرويشان
يعومون بلا قدرة.. والنهاية الغرق!
خالد الرويشان
المزيد ..