|
عودة الشرعية إلى عدن
بقلم/ صادق ناشر
نشر منذ: 9 سنوات و 3 أشهر و 21 يوماً الأحد 02 أغسطس-آب 2015 07:05 م
بالأمس عاد نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح إلى عدن بعد أقل من أسبوعين على تحرير المدينة من المتمردين الذين عاثوا فيها فساداً إذ أزهقوا خلال بقائهم فيها آلاف الأرواح ودمروا ممتلكات الدولة والمواطنين قبل أن تجبرهم المقاومة الشعبية المدعومة بطيران التحالف العربي على الخروج منها بالقوة وبدء إعادة الحياة لمدينة كانت وستظل رئة اليمنيين التي يتنفسون بها ونقطة صلتهم بالعالم.
عودة بحاح تأكيد جديد على تصميم أهل عدن على استعادة الحياة التي أصابتها ميليشيات الحوثيين وصالح في مقتل، حيث دفعت المدينة ثمناً باهظاً لمشروع سياسي باطل وفاشل تصدر له الحوثيون وعمل على تجسيده على الأرض بالدعم السياسي والعسكري الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأعوانه، الذين لم يقرؤوا حقيقة التغيرات التي شهدها اليمن في السنوات الأخيرة ورفضه للمشاريع التدميرية التي اعتاد صالح عليها خلال سنوات حكمه، خاصة تلك التي أعقبت حرب العام 1994.
تشكل عودة بحاح إلى عدن فرصة لإعادة إعمار المدينة، حيث إن النجاح في ذلك سيعكس نفسه على الأوضاع في كل اليمن وستتداعى الأحداث بشكل متواصل حتى عودة الشرعية بأكملها إلى عدن ومن ثم إلى صنعاء بما فيها الرئيس عبدربه منصور هادي.
أمام بحاح فرصة إعادة تغيير قواعد اللعبة السياسية خلال الفترة القليلة المقبلة، فاليمن لا يزال منقسماً والحكمة تتطلب نظرة متزنة للأمور في البلاد، بما في ذلك إطلاق مبادرة لمصالحة شاملة تعين الناس على نسيان ما حصل والالتفات إلى المستقبل، وألا يزيد أي طرف من آلام الجروح المفتوحة في كل مدينة وفي كل بيت، لأن الأجواء في البلاد مهيأة لانقسامات سياسية ومذهبية عميقة، خاصة أن الحوثيين وأنصار صالح لم يتركوا مجالاً لأي نوع من المصالحة السياسية بعد أن ذهبوا بجنودهم وميليشياتهم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب لخوض حرب ليست في مكانها ولا زمانها.
ستعطي زيارة بحاح إلى عدن مع ستة من أعضاء حكومته دفعة قوية لإعادة العملية السياسية إلى مسارها، وستمنح اليمنيين فرصة استعادة الأمل في حل شامل لأوضاع البلاد في ظل وجود الشرعية على الأرض وليس في أماكن خارج البلاد، ذلك يقوي المعارضة لا يضعفها ويفسح مجالاً لعودة الأمور إلى طبيعتها.
وعلى الحوثيين وصالح أن يدركوا أنه مهما أقدموا على خطوات سياسية وعسكرية غير مدروسة إنما يضعون أنفسهم من جديد أمام لعنة التاريخ، فاليمن لم يعرف إلا متسامحاً عبر العصور، إذ رغم الجراح التي سببها صالح في حروبه في الشمال والجنوب، كانت أمامه فرصة، لو أراد استغلالها، لعادت الأمور إلى نصابها، لكنه الغرور الذي قتل صاحبه وقتل معه اليمن بأكمله.
عن الخليج |
|
|