الكاتب/جمال خاشقجي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed كتابات
RSS Feed
الكاتب/جمال خاشقجي
حرية التعبير حق أساسي..
أنصاف الحلول هي الحل في سوريا

بحث

  
إصلاحات أوسع
بقلم/ الكاتب/جمال خاشقجي
نشر منذ: 6 سنوات و 4 أشهر و 20 يوماً
الجمعة 27 أكتوبر-تشرين الأول 2017 10:52 م


تشعر ابنتاي بسعادة عارمة من صدور المرسوم الملكي الأسبوع الماضي الذي يمنح المرأة حق القيادة في المملكة العربية السعودية. أنا أيضا احتفل، على الرغم من الهلع الذي يصيب الاهل عندما يبدأ اولادهم بالقيادة. هل سيكونون بأمان؟ ماذا لو حصل معهم حادث؟

لقد شاركت بحملات لسنوات عديدة دعما لحصول النساء السعوديات على نفس حقوق الرجال، بما في ذلك حق القيادة. على مدى السنوات الثلاثين الماضية، عندما رفعت النساء أصواتهن – حتى أن بعضهن تظاهر علنا ​​– اعتُبر ذلك أكثر من إهانة في المملكة العربية السعودية. وتم نبذ هؤلاء النساء من قبل المسؤولين الحكوميين، الذين دائما ما ادعوا أنهم يتعرضون لضغوط من رجال الدين المحافظين. ولكن السهولة التي تمّ بها رفع الحظر طويل الأمد عن قيادة المرأة تظهر بوضوح أن للحكومة سلطة سياسية (والكلمة الفصل) في دفع الإصلاحات قدما.

وأقول للنساء اللواتي تظاهرن، إنني أشعر بالامتنان العميق لهن. وينبغي أن يعتذر منهن أولئك الذين قاموا بمضايقتهن وإذلالهن؛ ويجب على حكومة المملكة العربية السعودية وشعبها تكريمهن .

شهدت المملكة العربية السعودية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، وللمرة الأولى أيضا، مشاركة العائلات باحتفالات اليوم الوطني. كما ان الشباب رقصوا في الشوارع، وعلت نغمات الموسيقى الصاخبة. كان هذا مشهد لطالما حلمت به لكن لم أجرؤ على الأمل بانه سيتحقق في حياتي.

ما توصلنا اليه في مجتمع محافظ جدا في جوهره ، حصل في وقت قياسي. ونحن نفخر بأن بلدنا هو الدولة العربية الوحيدة التي لم يتم استعمارها يوما. وعاصمتنا، الرياض، في قلب بلدنا، مثل أي بلد، تميل لأن تكون محافظة أكثر من المناطق الساحلية. لذلك كانت هذه التغييرات مفاجئة بشكل غير متوقع ومرحب بها على نطاق واسع في البلاد. ومن المؤكد أنه سيكون هناك منتقدون للقرار. أنا أرحب بآرائهم كما فعلت مع مناصري قيادة المرأة الجريئين، فنحن بحاجة لأن يكون لدينا متسع لجميع الآراء التي ينبغي الاستماع إليها، من أجل حرية التعبير. فالحداثة هي أكثر من الموسيقى والقيادة.

لطالما كان في المملكة العربية السعودية مجال للمناقشة والحوار. وفي حين أن مساحة إبداء الآراء، خاصة تلك التي تتعارض مع سياسة الحكومة، متواضعة بالمقارنة مع الغرب، الا انها كانت ثابتة الى حد ما. مؤخرا، هذه المساحة اختفت، واختفاؤها لم يلفت الانتباه مثل الإعلان عن السماح للنساء بالقيادة.

قبل يوم من هذا الاعلان، اعتُقل رجل الأعمال الثري الساخر السياسي جميل فارسي. شخصية يتقاطع فيها صائغ المجوهرات – يمكن لجميل ان يخبرك عن نوعية وحجم ألماسة من على مسافة – وجون أوليفر، هو واحد من عشرات السعوديين من كل اطياف الفكر السياسي، متهمون بعدم تقديم دعم غير مشروط لسياسات الحكومة.

العديد من هؤلاء المعتقلين انتقدوا حملة الحكومة ضد قطر. وقال بيان سعودي رسمي ان المعتقلين يتآمرون على امن البلاد ويخططون لنشر الفوضى، مدعومين من بلدين لم يذكرهما البيان. ومع ذلك، فإن الاعلام الرسمي ربط مباشرة بينهم وبين قطر ولمؤامرة مزعومة ضد الرياض.

الأخبار المحلية مهووسة بهذه الاعتقالات وبموضوع قطر. فقد اختفت عن الصفحات الأولى من الصحف أخبار خطة التحول الاقتصادي الطموحة في المملكة العربية السعودية؛ حتى المواجهة التقليدية مع إيران في سوريا واليمن احتلت أهمية ثانوية.

ان “شيطنة” المعتقلين على وسائل الإعلام الاجتماعية وفي المؤسسات الإعلامية الرئيسية، نقلت النقاش إلى الظل. هذه الحوارات تحدث حاليا بهدوء، بشكل سري، كي لا ينتهي أصحابها على القائمة السوداء الرسمية. فالسعوديون مطالبون بتسمية أي شخص “غير متيّم” بآراء الحكومة. حتى أن للقائمة السوداء الهاشتاغ الخاصة بها. إنها حالة أورويلية غريبة.

وينبغي علينا بدلا من ذلك ان نركز، مثلما فعلنا في قضية قيادة المرأة، على ارتفاع معدل البطالة المذهل في البلاد، وتزايد حجم القطاع العام، والتنويع الاقتصادي المتأخر، والتحوّل الحاصل في الأعراف الاجتماعية. كل هذه القضايا تحظى بمناصرة ولي العهد محمد بن سلمان، وتمثله في الداخل والخارج. ولكن عمليات الاعتقال هذه وما يتصل بها من إسكات حاد للمناقشة والنقاش، ستقوض بشدة علامته الشخصية الفارقة كزعيم شاب وحيوي وقائد يتطلع الى المستقبل.

 

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى كتابات
كتابات
خالد الرويشان
القومية اليمنية هي قوْمُ تُبّعْ
خالد الرويشان
حميد الشابرة
السلام في اليمن... واجب شعبي ووطني وديني
حميد الشابرة
عبدالباري عطوان
إلغاء ترامب للاتفاق النووي إعلان حرب .. و إسرائيل و حلفاؤها العرب أبرز الخاسرين  
عبدالباري عطوان
مروان الغفوري
تغريبة منصور الأعرج
مروان الغفوري
عبدالباري طاهر
العرب... الخطر الحاضر واحتمالات الآتي
عبدالباري طاهر
محمد جميح
التفتوا إلى عدن قبل فوات الأوان
محمد جميح
المزيد ..