يمنيات يواجهن العنف الأسري
الإثنين 20 سبتمبر-أيلول 2021 الساعة 06 مساءً / المركز اليمني للإعلام - منيرة أحمد الطيار عدد القراءات (1569)
خوفاَ من التعرض لعنف الزوج أو أحد أفراد العائلة، اتجهت اليمنيات للبحث عن خطط للدفاع عن أنفسهن بعدما شاهدن قصص العنف تزداد يوماً بعد آخر. يطاردهن شبح الخوف من أن يصبحن فريسة لأزواجهن خاصة في ظل ارتفاع حدة العنف ضد المرأة الذي شهدته اليمن خلال سنوات الحرب التي تعيشها للبلد للعام السابع على التوالي. وفي تسارع خطير يتفاقم العنف ضد المرأة، وتزدحم مواقع التواصل الاجتماعية ووسائل الاعلام بقصص تحكي مآسي عدة، وتكشف بوضوح عن عنف بعض الرجال الذين يتحولون في تعاملهم مع المرأة الى وحوش ضارية. وليست قصة الشابة اليمنية العنود التي قام طليفها بإحراق وجهها بمادة "الاسيد"، سوى ضحية جديدة، لعنف ذكوري يتكرر بصورة شبه يومية في مجتمع ذكوري يتعامل البعض مع المرأة والزوجة تحديدا كما لو انها جارية عليها السمع والطاعة والاذعان ما لم فالعقاب بانتظارها. وهناك عدد طابور طويل من النساء المعنفات في اليمن، التي تزدحم بقضاياهن سجلات الجرائم الاسرية، دون الانتصار لهن. وعدا العنود التي فقدت احدى عينيها خلال عملية الحرق والتشويه الذي نفذها طليقها في العاصمة صنعاء، تعرضت مروى البيتي في حضرموت شرق اليمن، لعملية حرق اكثر بشاعة من قبل زوجها، الذي اقدم على جريمته أمام طفليها. الحكم بالموت: ولا يقتصر العنف ضد المرأة على الزوج فقط، فللإخوة نصيب وللآباء وكل افراد الاسرة نصيباَ أيضا، فتعنيف المرأة بل وقتلها حقا لجميع افراد اسرتها اذا ما قرروا أن المرأة ارتكبت جرما ما. فالطفلة إصباح لم تسلم من الموت على يد أشقائها بعد أن حكموا بأنها مذنبة، وبتأييد من والدها الذي شجع أبناءه على قتل أختهم دون رحمة. هكذا وبكل بساطة يتم الحكم على الانثى كبيرة كانت او صغيرة بالموت من قبل اسرتها، دون حتى أن تعرف ما هو الجرم الذي ارتكبته. ولعل عدم وجود الرادع القانوني هو الذي تسبب بتفاقم العنف الاسري ضد المرأة واستسهاله من قبل الذكور. كما ان التمييز القائم على النوع الاجتماعي جعلت الذكور في اليمن أكثر سلطة على النساء، وبات الامر ثقافة مجتمعية دفعت للسكوت عند تعرضها لأي عنف أو تهديد من أفراد اسرتها أو زوجها كون ذلك يعد شأنا خاصا بالأسرة ولا يجوز الافصاح عنه. قوانين تمييزية كما تعد القوانين اليمنية التمييزية ضد النساء، أحد أسباب تزايد العنف ضدهن حيث لا يوجد أي رادع قانوني يوقف المستهترين بإنسانية المرأة عند حدهم، وهو ما تؤكده المحامية القانونية منى أحمد التي تقول إن: "قانون الجرائم والعقوبات اليمني والأحوال الشخصية والسجل المدني، يحتوي على مواد تؤكد عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات, إذ نجد أن القانون اليمني يحدد دية المرأة بنصف دية الرجل وذلك ليس متعارض فقط مع القوانين الدولية التي تحمي المرأة بل يأتي مخالف للشرعية الاسلامية ". أرقام مهولة للعنف في اليمن ضد المرأة، تزايدت حدتها مع الظروف الحالية والحرب التي تعيشها اليمن منذ العام 2014م، الامر الذي ساهم بانشغال بالحرب وتجاهل قضايا المرأة والجرائم التي تقام بحقها. وبحسب تقرير نشره صندوق الأمم المتحدة للسكان في العام 2020 فإن 2.6 مليون امرأة تتعرض للعنف في اليمن متوقعا ازدياد الرقم اذا ما استمرت الحرب وفيروس كورونا المستجد . متنفس للبوح وامام حالة الذكورية المجتمعية والكبت الذي تعانيه المرأة، وجدت الاخيرة في مواقع التواصل الاجتماعي متنفسا للبوح، عما يتعرضن له تحت فقرة " مستورة "في المجموعات النسائية التي يجتمع فيها نساء يمنيات من مختلف الاعمار والمحافظات يتبادلن الحديث والنصائح عن كل ما يخص المرأة وحياتها. هذه المجموعات ساعدت الكثيرات على البوح عن مشاكلهن والتوق لإيجاد حلول خاصة أنهن يتحدثن دون ان تظهر هوتيهن. تقول أنيسة محمد أحدى النساء اللواتي لديهن مجموعة على الفيسبوك تضم ما يزيد عن الفي متابعة، ان مجموعتها انشأت لتلبية حاجة المرأة للتعبير عن واقعها وهمومها لذلك أضفت للمجموعة فقرة مستورة لتتيح لها الحديث دون خوف وايجاد حل لمشكلتها عند الاخريات كما أن فقرة مستورة ليست فقط مقتصرة على المجموعة الخاصة بالنساء اليمنيات بل موجودة في المجموعات الاخرى على صفحات التواصل الاجتماعي بمختلف الدول العربية كون المرأة العربية تعاني من كبت وتعنيف قد يصل بها للموت اذا ما تحدثت عنما يحدث لها خاصة في المشاكل الزوجية . غير أن بعض النساء ترى ان الحل الأمثل لا يكمن في حديثهن عن مشاكلهن في المجموعات النسائية ولكنها تخفف جزء كبير من حجم المعاناة والعنف التي يتعرضن له من قبل ازواجهن أو افراد اسرهن. تقول احداهن: على الاقل نحن نعرف أننا مشتركات في نفس المعاناة ونصبر ونهون على بعضنا، ونتجاوز المشاعر المكبوتة داخلنا عند تعرضنا للعنف الاسري. طرق المواجهة الكابتن سهام عامر بطلة الكيك بوكسينج اليمنية الاولى وصاحبة مشروع لتدريب الفتيات على الفنون القتالية والدفاع عن النفس كان لها رأي أخر في مواجهة العنف التي تتعرض له المرأة، تنطلق من ضرورة ان تتجاوز المرأة الخوف وتعلم مهارات الدفاع عن النفس وتعزيز ثقتهن بأنفسهن وعدم الاستسلام , وتؤكد أن التدريب للدفاع عن النفس يزيد ثقة المتدربات بأنفسهن ليصبحن بعدها قادرات على الدفاع عن أنفسهن دون خوف سواء تعرضن لمضايقات في الشارع أو في المنزل. وتضيف: حوادث العنف التي بتنا نراها مؤخرا جعلت تعلم الفنون القتالية والدفاع عن النفس للفتيات والنساء ضرورة حتى لا يقعن فرائس للعنف فمن الملاحظ أن أهم اسباب تعرض المرأة للعنف هو ضعفها واستسلامها للتعنيف أكثر من مرة . |
|
قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:- الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
- منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
- إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
- إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
- إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
- العديد من الخصائص والتفضيلات
إضغط هنا
إضغط هنا