|
ما الذي تريده السعودية من اليمن؟
بقلم/ حميد قائد الشابرة
نشر منذ: 9 سنوات و 6 أشهر و يومين الأربعاء 20 مايو 2015 03:42 م
في الثاني والعشرين من إبريل وبعد 25 يوماً من الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن ، أعلن مجلس الوزراء السعودي في بيان له انتهاء ما سميت بعاصفة الحزم "بعد إزالة خطر تهديدات الصواريخ الموجهة للمملكة والخليج".
كانت وزارة الدفاع السعودية أيضا تحتفي بالنصر أيضا بإزالة ترسانة عسكرية لدولة عربية وجارة شقيقة تربطها بهم أواصر الأخوة والدين والجغرافيا المشتركة .
بعد هذا التصريح الرسمي ، بدت المهمة التي أعلنت بإعادة الشرعية في البلاد ، أشبه بنكتة ألقيت في مشهد دموي ، وإلا لماذا يتم السكوت عن حكم شنق الرئيس المصري محمد مرسي من قبل حلفاء التحالف ، وهو الذي انتخب من قبل 5 مليون مصري .
بقيت العمليات الجوية والغارات التي تجاوزت الـ3000 غارة على عما هي عليه ولكن بإسم أنيق تم اختياره لها بعناية"إعادة الأمل " ، تحولت مدينة صعدة المحاذية المملكة الى منطقة أشباح بعد إعلانها منطقة عسكرية ودعوة سكانها للمغادرة ، مثلها مثل عدة مدن يمنية .
تقول منظمات محلية أن عدد ضحايا الغارات منذ إنطلاقها وصل الى 9000 قتيل ، فيما قال تقرير للأمم المتحدة صدر في التاسع عشر من مايو الجاري ان عدد القتلى 1850 وأكثر من نصف مليون نازح ، أرقام مفجعة وتبعث على الأسى .
توقفت الحياة في أغلب المدن اليمنية جراء الحصار المشدد الذي فرضته الرياض "جوا وبرا وبحرا" على المواد الغذائية ومشتقات النفط المتجهة لليمن ، تضاعفت المعاناة لدى 25 مليون يمني يستورد 90 بالمئة من غذائه ومستلزماته عبر البحر والجو .
قبل منتصف مايو استبشر اليمنيون بالهدنة الإنسانية التي أعلنتها السعودية برعاية أممية ، وبدأت الحياة تدب للجسد اليمني ، لكن الهدنة سرعان ما أنهارت ووجد اليمنيون أنفسهم أمام الوضع الكارثي ذاته وأمام القصف ذاته ولكن بشكل أعنف .
مديرة المكتب الإعلامي لبرنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، إليزابيث بايرز، قالت في تصريحات صحفية أن منظمتها لم تستطع الوصول سوى لنصف المتضررين في الهدنة التي تعتبر بمثابة النافذة الصغيرة، عبرت عن قلقها من ازاء عشرات الألاف من الأسر المعوزة .
ازدادت الأوضاع في اليمن كارثية ، مع إعلان منظمات دولية عن حاجة 16 مليون انسان لوجبات الغذاء اليومية ، وتزايد سقوط المدنيين ، خاصة مع استهداف المناطق المأهولة بالسكان كما في صنعاء وصعدة وغيرها .
وأمام كل هذه الأوضاع التي تبكي الصخور ، يحق لنا أن نتساءل ، أما كان هناك من طريقة أجدى للجارة الخليجية الكبرى في معالجة الوضع اليمني ، وهي تعلم أن القوة لم تكن يوماً حلاً ، وأن الحوار بين الإخوة المتنازعين هي الطريقة الأجدى لسلامتهم وسلامة جيرانهم !
ثم ما جدوى عودة شرعية أمام سيل من الدماء وجسور من الخراب الذي يمتد من صعدة الى أبين الى مأرب الى كل بيت يمني ، وما الذي ستؤول اليه الأيام القادمة ، مع استمرار التمسك بالحل العسكري الجوي والبري وعدم تسخير الجهود للحوار .
ويبقى سؤال العنوان مفتوحاً ، عما تريده السعودية من هذا البلد وهي تحوله بطيرانها الحديث وأسلحتها الفتاكة وأموالها المهدورة ، الى منطقة خراب ودمار معزولة عن الحياة والعالم وليس له سوى طريق واحد هو "طريق الموت " . |
|
|