|
التسوية ممكنة
بقلم/ عبدالله دوبله
نشر منذ: 8 سنوات و 11 شهراً و 27 يوماً الأحد 29 نوفمبر-تشرين الثاني 2015 09:33 م
تدرك المملكة السعودية انها ان اوقفت الحرب قبل ضمان عدم قيام الحوثيين كتهديد في المستقبل، فإن تهديداتهم لن تقتصر على الحدود كما هي الآن، وانما ستضرب في العمق.
وهذا هو الهدف الاهم ـ من وجهة نظري ـ للتحالف العربي من التدخل في اليمن تحت غطاء اعادة الشرعية، وهو ما يحدد ايضا ما ان كان التحالف قد نجح او فشل في تحقيق أهدافه، فضمان عدم بناء الحوثيين لقدراتهم العسكرية في المستقبل هو لا يقل أهمية عن القضاء على تهديداتهم الراهنة، وربما أكثر أهمية.
الا ان هذا الامر هو يتطلب القضاء على سلطة المليشيا وإحلال سلطة الدولة في العاصمة صنعاء وفي صعدة او اي مكان اخر من اليمن على حد سواء، وهو ما لا يبدو ممكنا حتى الان الا من خلال الحسم العسكري. لكن، ماذا لو كان هذا الحسم غير ممكن، او اكثر كلفة، او ان كان غير مرغوب لاكثر من قوى دولية قد تسعى لاعاقته؟، هل ثمة خيار آخر لتحقيق هذا الهدف؟، أو بعنى ادق هل يمكن التوصل إليه من خلال تسوية سياسية؟!. لو كنت صانع قرار في التحالف لكان التفكير في تصور مماثل احد اهم انشغالتي الراهنة.
لكن، اي سيناريو هو يحقق مثل هذا الامر؟. أظن أن البناء على أن الهدف من هذه الحرب هو ضمان عدم قيام الحوثيين كتهديد في المستقبل هو أمر مساعد على التوصل إليه، أكثر من البناء على إعادة الشرعية كهدف، وهو امر لا يلغيه او يتعارض معه.
قد لا احتاج الى القول ان ما يحتاجه التحالف من العمل العسكري هو ما يضمن به عدم بناء المليشيا لمقدراتها العسكرية في المستقبل، وان السيطرة على البحار والسواحل والمنافذ الاخرى قد تكون كافية للذهاب الى تسوية سياسية يمكن من خلالها ايضا التوصل لصيغة تضمن عدم قيام الحوثيبن او غيرهم كتهديد في المستقبل، وان ذلك ممكن من خلال تثبيت مخرجات الحوار الوطني وبالذات الاقاليم.
لا اريد ان اتبنى تصورا معينا، اذ يمكن للتحالف تحديد تلك النقطة التي يمكن الذهاب من عندها الى التسوية السياسية، المهم هو ان يكون لديه تصور بهذا الامر قبل لا يمكنه ذلك. |
|
|